دراسة علم لغة الجسد و العلوم المتممة لها

 

تطورت دراسة علم لغة الجسد الان لتشمل مواضيع عديدة :

علم الحركيات و لغة الجسد :

وهي دراسة حركات الجسم – حركات اليد ، إيماءات الرأس ، تغير اتجاهات النظر وتعابير الوجه- ولاسيما ، كيف تستخدم عندما تتحدث. إنها تبحث في كيفية استخدام لغة الجسد هذه للتواصل ولإظهار حالات ذهنية وعاطفية. تم تطوير علم الحركيات للمرة الاولى من قبل عالم أنثروبولوجيا أمريكي من معهد أبحاث الطب النفسي في بنسلفانيا الشرقية ، واسمه راي.ل. بيردويستل. فقد نشر كتابه ” مدخل إلى علم الحركيات” في الخمسينيات من القرن العشرين ، وفيه اختبر ، من خلال تحليل تحدث الناس إلى بعضهم البعض ، كيف يتم استخدام الايماءات لتأكيد وتوضيح المحادثة. واعتقد بأن معنى لغة الجسد يعتمد على المحيط ( البيئة) الذي يحدث فيه. قام بول إيكمان ، وهو طبيب نفسي من جامعة كاليفورنيا ، بتصوير مقابلات مع مرضى نفسيين كانوا يحاولون الفرار من المستشفى. وقد أكدت دراساته على أهمية السلوك غير اللفظي في اكتشاف الخداع. في السبيعنيات من القرن العشرين ، أظهر ألبرت شيلفن ، وهو طبيب نفسي من أمريكا ، كيف يستخدم الأفراد بشكل فطري سلاسل متعاقبة معينة من الأفعال  و كيف يقلدون الناس الذين يشعرون بأنهم مرتاحون لهم.

 

علم المكانيات و لغة الجسد :

وهو دراسة المنطقة والمساحة الشخصية : المسافة بين الناس عندما يتحدثون أو يقومون بالاشياء معا. فمثلا ، الجلوس إلى جوار أحدهم ينقل رسالة مختلفة عن الجلوس مقابل أحدهم.

جاءت فكرة المساحة الشخصية في الستينات من القرن العشرين من أفكار روبرت سومر ، وهو عالم نفس أمريكي ، أدرك أن مرضاه يفضلون  ترك مساحات معينة بينهم وبين الاخرين. وكان الشخص الذي برهن على أن القواعد الثقافية والبيولوجية تحدد كيف تستخدم المساحة وتنقل المشاعر هو إدوارد. تي . هال ، وهو عالم أنثربولوجيا أمريكي ومؤلف كتاب ” اللغة الصامتة” فقد حدد المناطق المختلفة التي يعمل فيها الناس بحسب البيئة الاجتماعية ومكانتهم. في الثمانينات من القرن العشرين أكد فروغت وكيركسترا على الفروقات بين الجنسين. وقالا بأنه عندما يلتقي الغرباء تكون النساء هن الأقرب إلى الشخص الاخر من الرجال.

علم اللمس و لغة الجسد :

وهو دراسة اللمس. ويبحث في كيفية حدوث اللمس أثناء المحادثات ، وتأثير اللمس لدى كل من المعطي والملتقي.

اللغة النظيرة و لغة الجسد :

وهي تشير إلى المتممات غير اللفظية المصاحبة للحديث : كيف يُستخدم الصوت ليرافق الحديث. وهناك شخصية بارزة في هذا المجال وهو إدوارد سابير ، الذي كتب في العشرينات من القرن العشرين عن الخطاب كإحدى سمات الشخصية.

 

لماذا نتعلم لغة الجسد

لفهم الاخرين : بسبب النمو الهائل في الأبحاث على مدى الأربعين سنة الماضية ، فمن الواضح مدى أهمية لغة الجسد بالنسبة إلى مدى علاقة الناس ببعضهم البعض. ومن الواضح أيضا أن أدق الحركات يمكنها أن تقدم لنا نافذة كبيرة على العقل البشري. من طبيعة الانسان أن يكون لديه حب الاستطلاع. فنحن جميعا نريد أن نعرف لماذا يتصرف بعضهم كما يفعلون أو لماذا يقولون أشياء معينة. فالكائنات الحية جميعها مختلفة عن بعضها البعض ، ويمكن لهذه الاختلافات أن تكون محبطة أو أن تثير الفضول. تستطيع أن تتعلم كيف تلتقط الموجبة اللاملفوظة من الاخرين لتتنبأ بما يفكرون وما قد يفعلونه في حالة معينة. تستطيع لغة الجسد أن تخبرك بمن تثق وممن تحذر. وهي تعطيك أسبابا مقنعة للاستمرار في التحدث إلى الشخص الاخر أو إيقاف المحادثة.

 

لتجعل من نفسك واسطة تواصل أفضل : لدى كل منا مجموعة من العادات التي نستخدمها عندما نتواصل مع الاخرين. فنحن لسنا مضطرين من الناحية البيولوجية لأن نتصرف بطريقة معينة ولكننا حتما نظهر أساليب مألوفة ومريحة في إثبات وجودنا. من خلال فهم لغة الجسد ، يمكنك أن تتعلم تغيير هذه المحادثات لتجعل طريقة تواصلك أكثر تأثيرا في محيط وظروف معينة.  ومن خلال التبصر في الطريقة التي يفكر ويتخاطب الآخرون من خلالها ، يمكنك أيضا أن تتعلم التحكم بطريقة التي يرونك فيها ، وتشكيل علاقات أقوى معهم. إن المبدأ الرئيسي في التواصل الجيد هو المرونة. يمكنك أن تتعلم التحدث بنفس طريقة الشخص الذي تتواصل معه أيا كان ، بحيث يتلقى الرسالة التي تريده أن يتلقاها ، بدلا من الرسالة التي تنقلها له بطريق الصدفة

 

وهكذا نجد أن دراسة علم لغة الجسد مرت بمراحل عديدة و تم دعمها بعدة علوم لتصبح أشمل و أوسع لفهم الإنسان بطريقة أعمق .