تطورت معرفتنا بطريقة تواصل اللاملفوظة لغة الجسد بشكل هائل على مدى الثلاثين سنة الاخيرة أو نحو ذلك. فكل علماء الأنثروبولوجيا والباحثين في علم النفس ، وعلم الاجتماع واللغة قد بحثوا في الطريقة التي تعمل بها لغة الجسد. فليس كل لغة جسد هو علم دقيق. ولكن ثمة الان المزيد من الاتفاق على المعاني المُحتملة للايماءات والحركات.
[mks_icon icon=”fa-dribbble” color=”#000000″ type=”fa”] التاريخ المبكر لـ لغة الجسد والإيماءات
كان أول من لاحظ إلى أي حد يتعلق الحديث والإيماءات ببعضهما البعض هم الإغريق القدماء والرومان. فقد أبدى كل من أبقراط وأرسطو ملاحظتهما بأن شخصياتنا تبرز الاختلافات بيننا. فقد أدرك الرومان أن الكلمات وحدها لا تصنع خطيبا عظيما. لذلك وضعوا مجالا كاملا من الإيماءات المرافقة لإلقاء الخطب. منذ ألفي عام ، اقترح الخطيب الروماني شيشرون ( ١٠٦-٤٣ق.م) أن حركات الجسد تعبر عن مشاعر وانفعالات الروح. ورأى بأن الجسد ، والكلمات والتعابير والإيماءات تستخدم ككل واحد لتعمل كوسيلة للتخاطب.
[mks_icon icon=”fa-university” color=”#000000″ type=”fa”] أول عمل أكاديمي في لغة الجسد
إن أول عمل أكاديمي باللغة الانكليزية يبحث في الإيماءات ، وجد في القرن السابع عشر. فقد بحث كتاب علم قراءة اليد لجون بولوار : التاريخ الطبيعي لليد (عام ١٦٤٤) في معنى وفائدة أكثر من مئة إيماءة باليد. ثم ألف كتاب ” باثومايوتامبا” (عام ١٦٤٩) حيث استلهمه من فرانسيس بيكون الذي كتب ” تقدم التعلم” وربط بين الايماءات وما يشعر به المتحدث عندما يتحدث. رأى بيكون أن اللغة اللامحكية هي الشكل الطبيعي الأغلب في اللغة لأنها لم تكن تعتمد على البلد الذي تنحدر منه أو اللغة التي تتحدثها. واعتقد بأن الاصغاء والنظر هامان على قدم المساواة في الحوار.
[mks_icon icon=”fa-exclamation-circle” color=”#000000″ type=”fa”] القرنان الثامن عشر والتاسع عشر
في نهاية القرن الثامن عشر بدأ آبيه ليبيه في فرنسا بتدريس لغة الإشارة للصم ، حيث عرض عليهم طريقة استخدام الايماءات بدلا من إجبارهم على القيام بأي نوع من المحاولات لاستخدام الكلمات أو الأصوات. مع ذلك ، كان العمل الثاني عن الايماءات باللغة الانكليزية هو ” تشيرونوميا” لجيلبرت أوستن في عام ١٨٠٦ فقد ركز على الطريقة التي يمكن فيها استخدام الايماءات لترافق الكلمات بحيث تصنع خطابا أكثر تأثيرا. ومن خلال هذا العمل ، أثر في تدريس فن الخطابة في المدارس. طوال القرن التاسع عشر ، تزايد الاهتمام بين الممثلين ومعلمي فن البانتومايم ( التمثيل الايمائي) بالنسبة للمشاعر التي يمكن إظهارها من خلال استخدام حركات اليد والوجه.
[mks_icon icon=”icon-user” color=”#000000″ type=”sl”] تشارلز داروين و لغة الجسد
في نفس القرن ، نشر عالم الطبيعيات تشارلز داروين كتابه : التعبير عن العواطف لدى البشر والحيوانات ( عام ١٨٧٢) وميز الروابط بين البشر والقرود ، مشيرا إلى الطريقة التي يعبر بها كلا النوعين عن عواطفهم من خلال التعابير الوجهية. واقترح أن القرود وبني البشر يستخدمون أصواتا وطريقة تخاطب لامحكية لأسباب تتعلق بالمعاشرة : لاستدعاء الجنس الاخر واجتذابه. أثر داروين تأثيرا جيدا في دراسة سلوك الحيوانات (إيثولوجي) والبحث في تأثير قواعد السلوك مثل علم النفس ، علم الحيوان وعلم الاثار على التخاطب. ولكن كان قد مضى قرن آخر قبل أن يبدأ البحث الأساسي في أصول اللغة بالظهور.
[mks_icon icon=”fa-leaf” color=”#000000″ type=”fa”] القرن العشرون
في عام ١٩٢١ ، تم نشر كتاب ( لغة الايماءات ) لمؤلفه ويلهلم فندت ، وهو شكل أساسي في تاريخ علم النفس التجريبي. وقد خلص إل النتيجة مفادها أن الايماءات هي مرآة لعواطف المتحدث وعالمه الداخلي.
[mks_icon icon=”fa-user-secret” color=”#000000″ type=”fa”] التاريخ الحديث لـ لغة الجسد
على أية حال ، ما إن هل النصف الثاني من القرن العشرين ، حتى بدأ البحث على نطاق أوسع. فقد ركز عالم الأنثربولوجيا غريغوري باتسون في الستينات من القرن العشرين على فكرة أن الكلمات تستطيع أن تصور أفكارا مجردة بينما تمتلك لغة الجسد وظيفة مختلفة : وهي إظهار العواطف التي تشكل تأثيرا حاسما على الطريقة التي تكون بها العلاقات. ومثل علماء النفس قديما ، أكد على أنه يمكن أن يكون ثمة تضارب بين التعبير اللفظي وغير اللفظي. حيث يستطيع متحدث ما أن يناقض نفسه حتى عندما يتحدث. كان أحد أكثر الكتاب تأثيرا في العقدين الاخيرين هو عالم الحيوان ديزموند موريس. فقد نشر كتابه ( القرد الاعزل) في عام (١٩٦٧) وربط لغة الجسد بالطبيعة الحيوانية للبشر. ثمة دراسات متخصصة والتي تواصل البحث في معنى الايماءات المختلفة قد نشرها مؤخرا علماء نفس مثل كوليت وجيفري باتي.