[mks_icon icon=”fa-align-right” color=”#000000″ type=”fa”] منذ الأزل والإنسان يسعى لنيل المعرفة والإحاطة بكل شيء، لا سيما الغيبيات والماورائيات، وقد سعى بعض القدامى والمعاصرين لتعلم فنون الفراسة، بغية معرفة ما وراء الأمور الظاهرة كي لا يقعون ضحية خداع من ناحية، ولوضع ما لديهم من معرفة في خدمة مجتمعاتهم من ناحية أخرى، فانتشرت منذ ذلك الحين فنون وعلوم الفراسة حتى صارت من أهم الوسائل حتى وقت قريب.
ولأن العلوم والمعارف في تطور مستمر فقد برز الاهتمام بلغة الجسد كعلم جديد يرتبط بالمفهوم الشامل للفراسة (معرفة البواطن من الظواهر)، وقد يكون هناك استخداماً له في العصور القديمة بطريقة أو أخرى، لكن الاهتمام به كعلم وفرع من فروع المعرفة يُدرس ويدرّس لم يبرز إلا في منتصف القرن الماضي، حيث وضعت له الأسس والقواعد التي تنظمه، إضافة إلى تدعيمه بالكثير من الدراسات والبحوث العلمية.
[mks_icon icon=”fa-lightbulb-o” color=”#000000″ type=”fa”] السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: أيهما أكثر صدقاً لغة الكلام أم لغة الجسد؟ ولماذا؟
لقد تطرقت في أكثر من مناسبة ولقاء إلى أن نسبة سيطرة العقل الواعي لا تتجاوز الـ 10% فيما النسبة الباقية هي للعقل اللاواعي الذي يعتبر هو الباعث الحقيقي لسلوكيات الإنسان وتصرفاته، وبذلك فإن ليس بمقدور الإنسان سوى التحكم بالحركات الإرادية التي تتم بوعي منه فقط.
ووفقاً لهذا المعيار فإن صدق لغة الجسد يصل إلى 90% وقد يتجاوزه، على عكس الكلام المنطوق الذي هو – في الغالب – وسيلة لإخفاء المشاعر والحقائق، فكثير من الناس يلجؤون للمجاملة والكذب في معظم أحوالهم وتعاملاتهم، وبالتالي فإن ما يصدر عن ألسنتهم لا يعبر بالضرورة عن صدق وحقائق، فيما ردة الفعل الحقيقية هي التي تظهر على تعابير الوجه أو في العينين، وقد تستغرق ثانية أو أجزاء منها، والتقاطها يعتمد على سرعة البديهة وقوة الملاحظة.
ولهذا فقد يكون من المناسب لكل من ينشد الفطنة ونفاذ البصيرة السعي لنيل المعرفة في هذا الجانب والاستزادة فيه كي يفهم من حوله بشكل صحيح، إضافة إلى المنافع الأخرى والتي من أهمها تنمية التواصل الإيجابي مع الآخرين، وتحسين العلاقات الاجتماعية.
خالد بن محمد المسيهيج
متخصص في لغة الجسد