تعلم قراءة لغة الجسد pdf
لغة الجسد هي الـلغة العالمية غير الشفهية قاسم مشترك بين الشعوب مع اختلافات بسيطة جداً ترجع إلى نمط تفكير وعادات كل شعب. لغة العيون والابتسامة، لغة العقل، لغة الإيماءات، حركات الجسد ، كل هذا في لغة واحدة عالمية هي محور حديثنا اليوم.
إن فهمنا هذه اللغة ليس بالأمر الصعب كما يظن البعض, صدق أو لا تتصدق فجميع البشر دون استثناء يستخدمونها المميزة! لانهم في الواقع يمتلكون قدرة ذاتية وفطرية لتمييز وقراءة حركات الجسد.
لكن مع الاسف منذ ان تزايد استخدام الناس للتواصل الكلامي بشكل افضل فيما بينهم, فان قدرتهم على قراءة لغة الجسد قد بدأت بالتلاشي حيث أن امتلاك لغة التحدث المركبة كان واحدا من ادهى الحيل في تطور البشرية فبواسطتها تنتقل كميات ضخمة من المعلومات بكل تفاصيلها من شخص لاخر.
كثيراً ما نصادف في حياتنا أشخاصًا غير صريحين أو غير مريحين في التعامل،
لكن ما الذي يدعو العقل لعدم الارتياح واتخاذ موقف سلبي من شخص جديد؟
إنها ” لغة الجسد ” التي تكشف للآخرين الكثير من الخبايا والأسرار عن هذا الشخص. والخبر الجيد أن عقلنا الباطن يستجيب لهذه الـ ” حركات ” ويفهمها. فمثلاً عندما تقابل أحدهم ولا تدري ما يجول في نفسه، فإنك لا تستطيع إطلاق حكم صحيح على مصداقية كلامه بسبب ردة فعل ” لغة جسده ” و “حركاته ” والتي لا تعبر عن ما ينطق به هذا الشخص بل ولا تعبر عن أفكاره. في هذا الوقت، الدليل الأفضل للاستعلام هو ” إيماءات الجسد ” التي تفوق صدق المتكلم وتطلق ما يدور في ذهنه وفي قلبه. شاهد وثائقي : أسرار لغة الجسد
اللغة تمهد لنا الطريق للقراء والكتابة وحتى التفكير على نحو معين :
يمكننا القول أن الانسان هو الكائن الحي الوحيد على سطح هذا الكوكب الذي يستطيع التحدث ولعل هذه القدرة المذهلة هي ماجعلته في مقدمة تصنيف الكائنات الحية فلو قسنا ظاهرة الكلام عبر التطور الزمني لنشوء الاحياء لوجدنا انها حدث جديد تماما لم يسبق له مثيل.
وهذا لايعني القول ان الحيوانات والمخلوقات الحية الاخرى لا تتواصل فهي بالطبع تفعل ذلك!
و طريقتها في التواصل هي أقرب ما يكون الى ” لغة الجسد ” منها الى لغة الكلام.
ومنذ زمن ليس ببعيد كنا – نحن بنو الانسان – مثلهم تماما, ومازال هذا النوع من التواصل موجودا بقوة في اعماق اعماقنا ولكننا في الوقت الراهن نستخدمه عموما لتأكيد ما نقوله او لنرفضه.
بدء البحث العلمي :
على الرغم من استخدام هذه الإيماءات على مدى ملايين السنين من تاريخ النشأ الإنساني والاتصال غير الشفهي، إلا أنها لم تدرّس علمياً حتى ستينيات القرن الماضي. أول من بحث في هذا المجال هو مانشر ليوس فاست في كتابه “ كتاب لغة الجسد ” عام 1970
وأيضًا توصل البرت مهربيان في بعض دراساته إلى أن مجموع أثر الرسالة يقسم إلى 71% كلمات، 38% صوتي، و55% غير شفهي وهي حركات لغة الإيماءات .
ثق بـ لغة جسدك فهي أصدق من الكلمات
استخدم قوة عقلك الباطن الكامنة! بخطوات بسيطة سنتعرف سوياً على الـ ” حركات ” الغير مريحة التي يفعلها الأشخاص لا شعوريًا والتي تدل على نواياهم المستترة.
في دراسة قام بها أحد علماء النفس، تم اكتشاف أن 7% فقط من الاتصال يكون بالكلمات، و أن 38% من يكون عن طريق نبره الصوت و النسبة الأكبر وهي 55% بـ ” لغة الجسد “. وفي حال التضارب بين معنى الكلمات و ” حركات الجسد ” ينبغي الاعتماد على تحليل ” لغة الجسد “.
هنا بعض الامثلة عن ” لغة الجسد ” مما نراه في حياتنا اليومية :
كرجل يستشيط غضبا ويهز قبضة يده وقد احكم اغلاقها, او فتاة محبطة تجلس متكورة على كرسيها ورأسها للاسفل بين كتفيها , او الجندي الذي يقف باستقامة وثبات , حيث يخبرنا جسده بانه مستعد ليشن هجوما على العدو في اي وقت.
ملايين الكلمات قد كتبت لتتساءل لماذا تمتلك اجسادنا لغة خاصة بها, ولماذا نفعل ما نفعله؟
على سبيل المثال: العلماء والأطباء النفسيون يقرون بأننا عندما نكذب تتعرض أجسادنا للإجهاد فتفرز العرق, وعندما نكون منجذبين لشخص ما نتخذ وضعيات نعلم مسبقا أن الاخرين سيجدونها جذابة,اما في حالات الخوف او العدائية نحاول جعل انفسنا اضخم جسديا .وهذه الامثلة القليلة كانت فقط للتوضيح.
علم ” لغة الجسد”, هل هو حقيقي؟ هل سنبقى على غير علم به؟ ولكننا نعلم جيدا انه يحدث! حيث أن الناس حين يكذبون – وهم يعلمون ذلك طبعا – فإن شفاههم وانوفهم ستكون في حالة من الحركة وعدم الاسترخاء.
بغية تبسيط فهم “لغة الجسد ” ماعليك سوى أن تعرف انها لغة حقيقية وأنها تعمل دوما.ونحن لم نحضر هذه الصفحات الاكترونية لنقنعك بحقيقة وجود ” لغة الجسد ” بل لنساعدك على الفهم وكشف اسرار هذا الشكل من التواصل .
ان قدرتك على استيعاب وتبسيط النقاط الثمان الاتية تعطيك سر ادراك مفهوم ” لغة الجسد”, وهي :
1. الاشارات التعبيرية
الحركات والاشارات الجسدية التي يستخدمها كل الناس.
2. الشدة
كم تكون تلك الاشارات حازمة ومؤكدة.
3. التوافق والتناقض
هل تقول حركات الشخص نفس الاشياء ام انها تتخالط بين قبول ورفض الفكرة.
4. التكرار التتابعي
اذا كنا نستخدم او نرى عدة اشارات متشابهة ومكررة فهل ذلك يجعل ايصال الفكرة اقوى؟
5. التصعيد او التقدم
هل تميل الاشارات الى ان تصبح اقوى ام اضعف.
6. السياق
هل تستخدم الاشارة في السياق المناسب من الكلام.
7. عوامل شرطية – ثقافة
كيف تتعلق ” لغة الجسد ” بالبيئة الثقافية للانسان وهل هي فطرية لديه ام مكتسبة.
8. الحياد (البحث او الانكار )
كأن ترى الاشياء التي تريد بينما ترفض رؤية اشياء اخرى فقط لانك لاتريد ذلك.
لنتعرف على بعض معاني حركات لغة الجسد ( تعلم قراءة لغة الجسد )
الود في ” لغة الجسد “
إن اقتراب الأشخاص منك يعني دفء العلاقة والاطمئنان والأمان. جرب مثلاً أن تقترب من شخص معين، فاذا اقترب منك فإنه مرتاح إليك وإلى التحدث معك، وإذا نفر منك فهو غير مستعد لأي تفاعل معك.
تفسير ” حركات ” الرأس في ” لغة الجسد “
الـ” حركات ” التي يبديها الشخص بانحناء رأسه مثلاً تختلف بتفسيرها بين حركة وأخرى، فميلان الرأس بشكل كبير مع قليل من الاسترخاء البسيط في ” لغة الجسد ” يفسّر على أنه تعاطف مع المتحدث، وفي بعض الأحيان تكون تعابيرًا عاطفية تكمن بداخلك تجاه المتكلم. أما إذا كان ميل الرأس بشكل مفرط مع ابتسامة خفيفة، يعتبر الشخص في حالة مزاح. وعندما ينحني الرأس أو ينخفض فتلك إشارة إلى أن الشخص يخفي شيئًا بداخله لكن من الممكن أن تعتبر دليلًا على حالة خجل أو احترام، بينما تعبر الرؤوس الناظرة للأمام بشكل مباشر عن حالة تحدي.
أهمية حركات العيون في تفسير لغة الجسد
بعد أن تمت دراسة ” لغة الجسد ” وأصبح الجميع على دراية بأهميتها في اكتشاف الخبايا والأسرار المخفية، بدأ الجميع في تعلم معايير لمراقبة ” حركات الجسد ” والسيطرة عليها. لكن ” حركات ” العيون هي الوحيدة التي لا يمكن السيطرة عليها، وبالتالي تعتبر العيون مصدرًا أساسيًا للمقارنة بين المحكي والمرئي من ” حركات الجسد”. فاذا اتسع بؤبؤ العين و ظهرت لمعة غريبة في العين، دل ذلك على سماع خبر مفرح وجميل أي مشاعر إيجابية وعاطفية محببة. أما إذا ضاق بؤبؤ العين فتلك إشارة إلى اجتياح الشخص مشاعر سلبية نتيجة سماع خبر محزن أو فكرة محزنة تجول في نفس الشخص الآخر.
كما تدل ” حركات ” حجب النظر أو إبعاد الرأس لإخفاء العيون أو وضع حاجز أمام العينين على ضعف الثقة بالنفس. أيضًا يمكن أن تدل حسب ” لغة الجسد ” على الخجل من الناس وعدم الجرأة أو محاولة الانسحاب من حوار كما يمكن عدها دليلًا على الكذب. أما الـ ” حركات ” السريعة وتجوال العينين تعبر عن العصبية أو التشتت.
أما تفسير النظر للأسفل في ” حركات الجسد” فهو الخجل أو التردد، كما يتجه البعض إلى النظر للأسفل عند الشعور بالاستياء من شيء أو إخفاء شئ عاطفي.
حركات الحاجبين
في ” لغة الجسد ” تعد ” حركات ” الحاجبين مرتبطة بـ” حركات ” العيون في التعبير. فإذا رفع المرء حاجبًا واحدًا، ذلك يعني أنه لا يصدق أو يرى الأمر مستحيلًا. أما إذا رفع الاثنين معًا، ذلك يعني المفاجأة مع توسع البؤبؤ أو الحدقة وفتح العينين.
لغة الجسد و حركات القدمين
تفسيرات ” لغة الجسد ” لـ ” حركات ” القدمين هي كالتالي:
الأقدام المنتصبة للأمام تدل على أن الشخص صابر أو عصبي. نصب القدم للأمام يعني أن صاحبها يمر بإثارة عصبية أو أنه غير مرتاح للتواصل معك وهي حالة انغلاق. أما عدم تشابك الأرجل يدل على الارتياح والانفتاح في ” لغة الجسد “.
دلالات حركات الذراعين في لغة الجسد
تقاطع الذراعين في ” لغة الجسد ” يعبر عن نفوذ وثقة الشخص العالية وموقعه الاجتماعي الرفيع، لكنه في حالة عدم ارتياح الشخص يدل على موقف سلبي عدائي أو إخفاء شيء ما. من الـ ” حركات ” التي تدل على الراحة هي فرك اليدين لكن بطراوة، أما إذا كانت بعصبية فهي دلالة على عدم الراحة في تفسيرات ” لغة الجسد “. وضع اليدين خلف الرقبة أو الرأس بحيث تكون مفتوحة يعني أن الحديث مفتوح، أما وضع اليدين على الأرداف فهذا يدل على الانتظار وقد يكون تعبيرًا عن التعب والضيق.
” حركات الجسد ” و تفسيرات ” لغة الجسد ” متشعبة جداً، ولن تكفي جلسة واحدة للتعريف بها فهذه نبذة بسيطة عنها كتعريف فقط وللتنبه. فهي الكاشف للحقيقة دون الحاجة لاستعمال كاشف الكذب وقياس توتر ضربات القلب وشده التنفس وما إلى ذلك.
أنصحك بقراءة المقالة التالية عن استخدام لغة الجسد في الحوار الناجح مفاتيح لحوار ناجح
التعرف على الاشارات هو مجرد خطوة اولى نحو علم ” لغة الجسد ” الرائع و موقعنا لغة الجسد سيكون دليلك لتعلم قراءة لغة الجسد .
ترجمة: حنين أبو لطيف
تدقيق : لينا ميهوب